خطاب صاحبة السمو في ختام فعاليات جناح أهداف التنمية المستدامة لمؤسسة التعليم فوق الجميع - فيفا 2022

الدوحة, 17 ديسمبر 2022

السلام عليكم،

 يُسعدني وجودكم معنا اليوم، وأشكركم على المشاركة في هذا المسير،

وعلى جهودكم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

سأنتقل للحديث باللغة الإنجليزية لكي تصل رسالتي للجميع.

 

متى يحين الوقت المُناسب؟ سؤالٌ طرحتُه قبل إِثني عشر عامًا عن بطولة كأس العالم (فيفا)، التي تُقام الآن.

ومن الواضح أنهُ سؤالٌ يستحقّ الطرح فيما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة.

 إذا لم يحن الوقتُ بَعد لتحقيق هذه الأهداف، فمتى سيكون ذلك؟

 لم يَعد التأجيل خياراً مَطروحاً، فمُنتخبا الأرجنتين وفرنسا لن يتوانيا عن تسجيل الأهداف عندما تسنح لهُما الفرصة بذلك، لأنَّ إصابة الهَدف واجبٌ لتحقيق الفوز.

وواجبٌ على الجميع من حكوماتٍ ومُنظماتٍ غير حكومية، ومُؤسسات، وكيانات، ومُجتمعات مدنية، وأَفراد، أن نُسهم في تحقيق الأهداف التي يحتاجُ إليها عالمنا بشدّة.

وفي إطار سَعينا إلى ذلك، ومَع استضَافتنا لبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢، رحّبنا على مَدار الأسابيع الأربعة الماضية برؤساءِ دُولٍ ووزراء وقادة من مُختلف أنحاء العالم انضمّوا إلينا في الدعوة إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة حول العالم، وأكّدوا التزامهم بذلك من هذا الجناح، مِن خارج أروقة الأمم المتحدة، وعلى هامش الأَنشطة الرياضية.

لقد تحوّل هذا الجناح إلى منصةٍ عالمية في خضّم حَدث دَولي وسلّط الضوء على يقيننا بأهمية تحقيق هذه الأهداف والالتزام بها ولو كانت خارج دائرة الضوء، ليُشكّل بذلك نموذجاً عن مَجموعة التواصل المحورية، التي نرى أنّ تَواجدها أَصبحَ ضروريًا في كلّ فعالية، ومَهرجان، وسَاحة فنية، وملعبٍ وقاعة مؤتمرات، ما يُتيح المزيد من فرص المشاركة المجتمعية.

وكما صُمّم هذا الجناح ليُجسّد معاني الاستدامة من قِبل المُصمّمة الراحلة زها حديد بخاصيّة التفكيك وإعادة الاستخدام، سيتسنّى لعدد من الأطفال النازحين استخدامه كغرفة للصفّ الدراسيّ بعد أن دمّرت الحَرب مَدارسهم. كذلك، ستنتقلُ أجنحة أخرى مُستدامة من بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™ إلى أطفال سوريا واليمن، ومنها ما تَحوّل بالفعل إلى صُفوف دراسية ومراكز طبيّة في تركيا وباكستان، وفي ذلك بصيصٌ من الأمل.

وإن كانَ في كُلّ جناح لفتة بسيطة، إلا أنها خُطوة على طريق تحقيق أهداف التنمية المستدامة الكبرى التي تقترن فيما بينها: الصحة، التعليم، والقضاء على الفقر، التي يُعتبر كلّ منها ركيزةً أساسيّة لبناء عالم أكثر استدامة.

وبخلاف المنافسة بين الفِرق المُشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم، فإنّ أهداف التنمية المستدامة تتكامل وتترابط وتَتحقّق بالتعاون والتآزر. وإذا فكّرنا مليًا في أن كلّ خطوة بسيطة نتخذها ستترك أثرًا عظيمًا، من إعادة استخدام قارورة المياه وصولاً إلى بناء مدرسة، عندئذٍ سيكون مستقبل هذا العالم أفضل، فلنعمل معًا على ذلك.

وكما تسعى الأرجنتين وفرنسا إلى تحقيق هدف الفوز واعتلاء منصّة التتويج، لِنُتوّج مساعينا بتحقيق أهداف التنمية المُستدامة.

 

الحضور الكرام،

أشكرُ كُلّ من ساهمَ في بناء هذا الجناح، المُهندسة الراحلة زها حديد، وفريق العمل في مؤسسة التعليم فوق الجميع، وكُلّ من بذل جهدًا لتحويله إلى وجهةٍ ممتعة للزوّار.

لقد شكّلت استضافتنا لبطولة كأس العالم FIFA 2022 فرصةً مميزة للترحيب بالعالم في قطر، وفي جناح أهداف التنمية المُستدامة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.